اتحاد الهيئات المحلية يُطلق برنامجًا تدريبيًا لحفظ التراث الثقافي للعام 2025

اتحاد الهيئات المحلية يُطلق برنامجًا تدريبيًا لحفظ التراث الثقافي للعام 2025

22, May 2025

ضمن مساعيه لترسيخ ممارسات مستدامة في حفظ التراث الثقافي، أطلق الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية أولى جلسات برنامجه التدريبي لحفظ التراث الثقافي للعام 2025، بتنفيذ مشترك مع مؤسسة "مدن ومواقع مميزة" الفرنسية، ومشاركة موظفين من أقسام الهندسة، التراث الثقافي، والعلاقات العامة من 15 هيئة محلية. ويُعقد البرنامج افتراضيًا عبر منصة "زووم" ضمن سلسلة من التدريبات المتخصصة، الساعية إلى بناء قدرات الهيئات المحلية في مجالات التوثيق، والجرد، وتفعيل المشاركة المجتمعية، بما يعزز حماية الهوية الوطنية، ويُعيد ربط المجتمعات المحلية بجذورها الثقافية والتاريخية.

تضمن البرنامج التدريبي عقد جلستين متخصصتين تناولتا أبرز القضايا والتجارب المرتبطة بصون التراث الثقافي وتعزيز المشاركة المجتمعية. حيث ركزت الجلسة الأولى، التي عقدت بعنوان “تقنيات حفظ التراث وإدارة الجرد”، على أدوات التوثيق التاريخي، المسح الميداني، وإدارة قواعد البيانات. فقد استعرض مدير مشروع في دائرة التخطيط العمراني في بلدية بوردو الفرنسية ممثلة بمدير مشروع في دائرة التخطيط العمراني سيلفان شونبيرت النماذج المتقدمة لإدارة الجرد. ومن ناحيتها قدمت مدير دائرة التنمية الثقافية في بلدية رام الله سالي أبو بكر تجربة البلدية في توثيق البيوت عبر إشراك اليافعين في رصد المباني والتاريخ الاجتماعي المرتبط بها. وأيضًا أضاء رئيس قسم المعلومات الجغرافية في بلدية بيت جالا، عادل لداوي، على مبادرة البلدية لتسمية الشوارع استنادًا إلى نظم المعلومات الجغرافية، كنموذج لإحياء الهوية الثقافية من خلال علم أسماء الأماكن.

 

أما الجلسة الثانية، فجاءت تحت عنوان “المشاركة المجتمعية وتشكيل سفراء للتراث”، وشكّلت مساحة حيوية لاستعراض نماذج مُلهمة حول دور المجتمعات – خاصة فئة الشباب – في حماية التراث وتعزيز الانتماء المحلي. قدّمت مسؤول مشروع من أجل الديمقراطية الدائمة في المديرية العامة للقرب والعلاقات مع السكان في بلدية بوردو الفرنسية، مايل ديسبوي، رؤية متقدمة حول إشراك الشباب في التخطيط الحضري، فيما استعرضت مدير البرامج والسياسات في الاتحاد عهود عناية، مقاربة الاتحاد لتعزيز حفظ التراث في المراكز التاريخية عبر أدوات المشاركة المجتمعية الفاعلة. وشاركت بلدية روان نورماندي ممثلة بمسؤول تطوير التراث مود باكارا من تجربة “سفراء التراث” التي توظّف الحكاية الشعبية كوسيلة لإحياء الذاكرة الجمعية، في حين سلّطت مدير المشاريع والتخطيط في بلدية العيزرية، أماني أبو زياد، الضوء على مبادرة “العيزرية المضيافة” كنموذج يدمج الحفاظ على التراث بالتنمية المجتمعية المستدامة.

 

يمثل هذا البرنامج خطوة استراتيجية نحو بناء هيئات محلية أكثر وعيًا بأهمية التراث كعنصر من عناصر الصمود الوطني، وكأداة لإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان. من خلال توسيع الشراكات الدولية، وتكييف التجارب العالمية مع السياق الفلسطيني، يسعى الاتحاد إلى تمكين الهيئات المحلية من التحول إلى فاعل أساسي في حماية الهوية الثقافية، ليس باعتبارها موروثًا فقط، بل كمورد مستقبلي يُغني الحياة العامة، ويُحصّن الذاكرة الجماعية من التآكل والطمس.