ضمن جهوده نحو مأسسة فريق عمل أهداف التنمية المستدامة وتعزيز انخراط الهيئات المحلية الفلسطينية في مسار التنمية العالمي، نظّم الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية تدريبًا متخصصًا بعنوان "إعداد التقارير الطوعية المحلية"، بمشاركة 13 هيئة محلية من أعضاء الفريق. وجاء هذا التدريب في إطار بناء قدرات عملية متقدمة تُهيّئ الفريق للقيام بدوره كمحرك فاعل في توطين أهداف التنمية المستدامة، وذلك لمأسسة أعضاء الفريق وتطوير قدرتهم على إعداد تقارير طوعية تعكس التقدم المحرز في تحقيق أجندة 2030 ضمن السياق الفلسطيني، وبمستوى يلبي المعايير الدولية.
وأدار التدريب مسؤول مشاريع توطين أهداف التنمية المستدامة في الاتحاد، د. أحمد جابر، عبر جلستين تدريبيتين متكاملتين. ركّز في الجلسة الأولى، التي عُقدت وجاهيًا في رام الله، على الإطار المفاهيمي للتقارير الطوعية، وهيكليتها، والمنهجيات المعتمدة لإعدادها، إلى جانب آليات جمع البيانات، ومعايير اختيار المؤشرات، وربط الأولويات المحلية بالسياق العالمي. وتضمنت الجلسة تمارين تطبيقية عملية، ساهمت في تعزيز قدرة المشاركين على ترجمة المفاهيم النظرية إلى أدوات تنفيذية قابلة للتطبيق ضمن الخطط التنموية للهيئات المحلية.
أما الجلسة الثانية، التي نُفّذت عبر منصة "زووم"، فقد خُصصت لتحليل نماذج دولية مختارة من تقارير طوعية محلية، شملت مدنًا مثل بينانج، وبريستول، وعمّان، وبرشلونة، مع تقديم قراءة مقارنة واستخلاص الدروس الممكن تكييفها في السياق الفلسطيني. وقد شاركت بلدية رام الله في الجلسة كمثال محلي متقدم، حيث قدّمت مدير دائرة التنمية المستدامة والتعاون الدولي، آيرين سعادة، عرضًا شاملاً لتجربة البلدية في إعداد التقرير الطوعي، موضحة الجوانب التقنية والتنظيمية، وآليات إشراك المجتمع، وتحديات البيانات وبناء المؤشرات المناسبة.
يأتي هذا التدريب ضمن سلسلة من الأنشطة التي ينفذها الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية لتعزيز حضور الهيئات المحلية الفلسطينية في فضاء التنمية العالمي، من خلال أدوات عملية ومتكاملة تُسهم في التخطيط والمساءلة المستندة إلى البيانات، وذلك في إطار مشروع “حشد كفاءات الهيئات المحلية الفلسطينية حول تبادل المعرفة والتكيف مع أهداف التنمية المستدامة”، المنفذ ضمن برنامج الإصلاح في قطاع الحكم المحل، بدعم من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي