ضمن سلسلة أنشطته الهادفة لتعزيز حضور الهيئات المحلية في مجال حفظ التراث الوطني، نظم الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية جلسة تدريبية متخصصة حول توظيف التكنولوجيا الحديثة في حماية التراث الثقافي، وذلك ضمن برنامجه التدريبي لحفظ التراث الثقافي لعام 2025، بتنفيذ مشترك مع مؤسسة “مدن ومواقع مميزة” الفرنسية، وبمشاركة موظفين من دوائر الهندسة، التراث الثقافي، والعلاقات العامة في12 هيئة محلية.
ركزت الجلسة على تطوير معارف المشاركين حول التقنيات الرقمية والأدوات المبتكرة في التوثيق والجرد، وتفعيل مشاركة المجتمع في حفظ الهوية الثقافية. وافتُتحت الجلسة بمداخلة رئيس وحدة الثقافة في اليونسكو، جورج جوزيف، الذي استعرض أبرز التجارب المحلية والإقليمية في استخدام التكنولوجيا، مثل المتاحف الافتراضية والمنصات الرقمية، ودور الذكاء الاصطناعي في توثيق المواقع التراثية وتعزيز الوعي المجتمعي.
كما قدم مركز المعمار الشعبي (رواق) من خلال مشاركة م. يوسف طه، عرضًا عمليًا حول طرق توثيق المباني التراثية باستخدام تقنيات التصوير المتقدم، وإنتاج النماذج الرقمية التي تساهم في حفظ المعالم من الاندثار. ومن جانبها، استعرضت خبيرة المشاريع الثقافية بوكالة الابتكار في التراث الفرنسية (هيريتك)، فلورانس غيونو-جوا، تجارب البلديات الفرنسية في دمج التكنولوجيا بالعمل التراثي، من خلال أدوات تفاعلية وجولات رقمية وتطبيقات الواقع الافتراضي.
ويأتي هذا التدريب ضمن جهود الاتحاد المستمرة لتمكين الهيئات المحلية الفلسطينية من الاستفادة من الخبرات الدولية في حماية التراث، وبناء قدرات موظفيها على استخدام الحلول التكنولوجية المتقدمة، بما يساهم في صون الذاكرة الوطنية وتعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بهويتها الثقافية، عبر تطوير ممارسات حماية التراث، وتكييف الأدوات التقنية مع خصوصية السياق الفلسطيني.
