اختتم الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية برنامجًا تدريبيًا حول إدارة الموروث الثقافي في الهيئات المحلية، بمشاركة 24 موظفًا ممثلين عن مختلف الدوائر ذات العلاقة في الهيئات المحلية المستهدفة ضمن مشروع تعزيز قدرات الهيئات المحلية للحفاظ على التراث المحلّي الذي ينفذه الاتحاد بالتعاون مع مؤسسة مدن ومواقع مميزة الفرنسية (Sites & Cités remarquables de France)
وتضمن البرنامج 6 جلسات تدريبية تناولت جملة من القضايا الجوهرية للحفاظ على التراث، إذ جرى استعراض قوانين التراث في فلسطين وفرنسا لتوفير فهم أعمق حول الإطار القانوني المنظّم لعمليات الحفاظ على التراث في كلا البلدين، إضافة إلى مفهوم قوائم الجرد وأهميتها في تطوير التعليمات الخاصة بالتراث المحلّي، ورفع الوعي المجتمعي حول أهمية التراث، وتعزيز شعور الملكية لدى أفراد المجتمع تجاه تراثهم. كما شملت الجلسات محاورَ أخرى حول إنشاء الشراكات الفاعلة بين مختلف الجهات المعنية لإدارة التراث وحفظه، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية. وتحسين الوصول إلى المواقع الأثرية والتراثية وتطويرها، بهدف تعزيز دورها كعناصر جذب سياحي وثقافي.
وقد حرص الاتحاد على تعزيز دور الهيئات المحلية التفاعلي في تنظيم البرنامج التدريبي من خلال استعراض الجهود والتجارب وأفضل الممارسات في مجال إدارة التراث، وإشراك مستشارين فنيين ومدربين ومتخصصين فرنسيين ذوي خبرة واسعة. ومناقشة تحديات استراتيجية التنمية المحلية القائمة على التراث في سياق الأزمات المتعددة، واستعراض أفضل السبل للإشراف على وتنفيذ السياسات والمبادرات الرامية إلى الحفاظ على التراث ودراسته وتعزيزه وترويجه ونشره. ودعم تطوير وتنفيذ أدوات التراث، مثل خطط لحماية الخاصة بمراكز المدن القديمة، كجزء من التعاون اللامركزي أو المشاريع التجريبية. ومعالجة تحديات قيمة التراث في ظل القيود الميزانية، بما في ذلك الموارد البشرية والخبرة اللازمة في الهيئة المحلية.
وقدمت بعض الهيئات المحلية الفلسطينية تجاربها في مجال الحفاظ على التراث، ومنها بلدية بيت لحم، التي عرضت تجربتها في الحفاظ على التراث المحلي، وبلدية رام الله، التي قدمت عرضًا حول الموروث الثقافي في مدينة رام الله والبلدة القديمة والمباني التاريخية المنفردة. وبلدية أريحا، التي ناقشت تجربتها في "أريحا تراث عالمي" حول اعتماد موقع تلّ السلطان كتراث عالمي من قبل اليونيسكو. في حين قدمت وزارة الحكم المحلي عرضًا حول دورها في دعم الهيئات المحلية في مجال تعزيز الحفاظ على التراث الثقافي.
ويُجسّد هذا البرنامج التدريبي إيمانًا راسخًا بأهمية الدور الذي تضطلع به الهيئات المحلية الفلسطينية في حماية التراث المحلي ومواجهة كافة المحاولات الرامية إلى سرقة الموروث الفلسطيني. كما ويندرج في إطار التزام اتحاد الهيئات المحلية بوضع سياسات وتنفيذ برامج تتماشى مع الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة، وهو جعل المدن والمجتمعات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة، لا سيما الغاية 11.4 تعزيز الجهود الرامية إلى حماية وصون التراث الثقافي والطبيعي العالمي"
لمشاهدة التسجيلات، الضغط هنا.